أخر الاخبار

حمام عين ورقة المعدني| استجمام و سياحة يشدُّ إليه الزائرين

يقع حمام عين ورقة بدائرة عسلة, جنوب ولاية النعامة بدولة الجزائر, تفصله مسافة 53 كلم. عن مدينة عسلة, و عن ولاية النعامة ب: 98 كلم, الواقعة بالجنوب الغربي الجزائري, هذه الولاية الفتية التي تبعد عن الجزائر العاصمة بحوالي 732 كلم, وتعتبر قرية عين ورقة من أهم المناطق السياحية الواسعة بالولاية، إذ تتربع على مساحة 340 ألف هكتار, وهي منطقة تشتهر بحمامها المعدني, ذو الخصائص العلاجية و السياحية. يستقطب الزائرين كل سنة, من أجل الاستجمام و الفسحة, تمتاز قرية عين ورقة بمعالمها الأثرية و مرتفعاتها الجبلية, و سهوبها الغنية بالنباتات العشبية كالحلفاء والأعشاب الطبية.

حمام عين ورقة مكان للسياحة و العلاج الطبيعي ذو تصنيف عالمي


حمام عين ورقة مكان للسياحة و العلاج الطبيعي ذو تصنيف عالمي


يحظى حمام عين ورقة بتصنيف عالمي, كمنطقة أيكولوجية هامة, منذ تاريخ شهر ابريل 2003, من طرف رامسار للمعاهدات الدولية للأراضي الرطبة, و المحافظة عليها كموروث سياحي ترفيهي, و ثقافي علمي.


جاء هذا التصنيف استنادا للباحثين في مجال البيولوجيا ; بأن منطقة عين ورقة الرطبة. تعتبر من المناطق التي تهاجر اليها أنواع الطيور العابرة للقارات, من أفريقيا و أسيا و أوروبا, في موسم تكاثرها تزامنا مع فصل الخريف والشتاء, ثم تعود من حيث أتت عند حلول فصل الربيع وفصل الصيف. من أهمها; الطيور الجارحة, كالصقر, البومة و العقاب, و الحدأة.


تتوفر قرية عين ورقة السياحية على مرافق جد هامة, رياضية وصحية, من بينها حمام معدني جيد للاستجمام, و العلاج الطبيعي, يتوافد اليه المئات من السواح, و الراغبين في العلاج الحموي. بالإضافة إلى قاعة علاج, صيدلية, و دار للشباب, و مجمعات سكنية مخصصة للإيواء.






توجد بعين ورقة بحيرة ذات منظر رائع, و مكان استراتيجي لهواة التخييم, تعيش بها أصناف الأسماك و الطيور المائية مثل طيور اللقلق والبجع تمنح زوارها الراحة والتمتع بالتأمل فيها. فضلا عن طبيعتها الجيولوجية و صخورها البركانية و جبالها المِلحية, التي تستغل حاليا لاستخراج أنواع الملح الطبيعي.


الخصائص الاستشفائية لحمام عين ورقة


يتصف حمام عين ورقة بمياه معدنية علاجية, من بعض أمراض الروماتيزم و الأعصاب, و معظم الأمراض الجلدية, والمفاصل والعظام, عن طريق الاسترخاء في أحواضه, التي تمتلئ بالمياه المتدفقة الدافئة و الساخنة,  الآتية من الينابيع الطبيعية بين الصخور البركانية. و لا يزال الحمام يشهد اقبالا واسعا من جميع ولايات الوطن و أنحاء العالم. يتسع مركب حمام عين ورقة; لثلاث مئة و خمسون زائرا في اليوم, و هو في طور الدراسة لتوسيع مساحته, لاستقبال الوافدين اليه لأكثر من هذا العدد.



المعالم السياحية لعين ورقة


من بين المعالم السياحية في عين ورقة القصور القديمة, و الصخور المنقوشة و المغارات المثيرة للاهتمام, و الغابات المتحجرة التي تعود لآلاف السنين و الجبال البركانية, والكهوف المِلحية الهائلة, التي تستعمل للاستهلاك المحلي للبلاد. و جبال الغاسول المتكونة من الصلصال الرطب, الذي يستعمل غالبا في تجميل وتنعيم بشرة الجلد.


قصر تونزمر 


من أبرز المعالم الأثرية لقرية عين ورقة; قصر تونزمر أحد أقدم القصور في منطقة الجنوب الغربي الجزائري, و تسمية "تونزمر". هي تسمية بربرية في الأصل, يقع القصر بالقرب من الجهة الغربية لحمام عين ورقة على بعد; اثنتي عشرة كلم بين الجبل المسمى "جبل شماريخ". و الجبل المسمى "جبل بولغفاد". و يحده جنوبا جبل "المدوَّر". مما يدل على أن قصر تونزمر كان محصنا بالجبال يصعب الوصول اليه.


يحيط القصر, واحة من أشجار النخيل, و وادي يسمى أيضا: بوادي تونزمر, و بعض بقايا البساتين المحاطة به, التي كانت مصدر عيش للأهالي القاطنين بهذا القصر, التي كانت تعتمد آنذاك على زراعة النخيل.


على حسب مؤرخي المنطقة, أن بناء قصر تونزمر, يعود للقرن العاشر و الحادي عشر للميلاد, من طرف قبائل ينتمون لأمازيغ زناتة, تبلغ مساحته حوالي أربعة آلاف متر مربع تم تشييده بجانب الوادي على هضبة ترتفع على سطح الأرض, يُقدر ارتفاعه بثمانية أمتار. و طوله يبين على احتوائه على أبراج المراقبة.


و ظل القصر قائما الى غاية هجرة قبائل بني عامر و مغادرتهم لتلك المنطقة, لتتلاشى معالم القصر شيئا فشيئا.


في القرن الثامن عشر للميلاد, استقرت أشراف العلوية المغربية المنتسبة; لأولاد محمد بن عبد المالك في منطقة تونزمر, بعد هجرتهم من المملكة المغربية التي كانت تشهد في تلك الحقبة نزاعات على السلطة.


لم يبقى من قصر تونزمر, بقرية عين ورقة إلا بقايا من السور الخارجي له, و بعض الأجزاء من لبنته المترامية, التي تدل على وجود أبرز معلم أثري لقصر تاريخي , من قصور الأطلس الصحراوي بجنوب غرب الجزائر.


مغارة غنجاية بعين ورقة المثيرة للجدل و الدهشة تتمنى استكشافها


تقع مغارة غنجاية الأسطورية, و المثيرة للدهشة, في الجهة الغربية لحمام عين ورقة. على بعد مسافة تقدر بعشر كيلومترات, هي من أطول المغارات في القطر الجزائري, الداخل اليها لن يستطيع عبورها, لأن طولها يقدر بمئات الكيلومترات, و حسب الباحثين أن مخرج المغارة ينتهي عند أحد جبال مدينة تلمسان يسمى; بجبل العصفور.


لقد قيل الكثير عن أسطورية هذه المغارة, فبمجرد الوقوف عندها ينتابك نوع من الفزع و الدهشة, لن تجرأ على دخولها إلا إذا كنت مصمما على المغامرة, و تتمتع بالشجاعة و الجرأة من أجل المعرفة ومتعة الاستكشاف.


لقد قيل عنها أن مستكشفين أوربيين, تغلغلوا بداخلها و لم يخرجوا منها أبدا, و لم يظهر لهم أثر لغاية اليوم.


لقد قيل عن مغارة غنجاية; أنها موطن للجن و العديد من تعرض للصرع عند دخولها.


مدخل المغارة ضيق و مظلم,  لمسافة تفوق الخمسين مترا, ستسير هذه المسافة زحفا أو ماشيا بوضع البطة. ثم يبدأ في الاتساع رويدا رويدا ,الى أن تسير واقفا, مع انتشار كثيف للروائح الكريهة بسبب فضلات الحشرات و الزواحف و الخفافيش, التي تسكن بداخلها, وكلما كان التوغل أكثر بداخلها يزداد الشعور بضيق في التنفس, لقلة نسبة الأوكسجين, و يجب الحذر كذلك من الحشرات و الحيات السامة.


معاناة حمام عين ورقة من نقص في التجهيز


لا زال حمام عين ورقة المعدني و السياحي, يعاني من نقص في التجهيز و المعدات. بحيث يحتوي على بيت واحد للشباب, لا يغطي حاجيات الزائرين و السواح الوافدين اليه من وسائل الراحة.


عين ورقة تعد منطقة رطبة, وبيئة محمية للنبات والطير, وعليه ينبغي الالتزام بتطبيق بنود معاهدات رامسار الدولية, خاصة بحيرة عين ورقة كمرتع للطيور و الأسماك النادرة, لاستمرارية التنمية المستدامة, والاستفادة من الدعم السياحي والمادي الذي تلبيه هذه الاتفاقية.


المزيد من توفير غرف الاستحمام, بجميع اللوازم الصحية و الطبية, للسواح الأجانب, ومحلات لبيع معدات الاستحمام .


زيادة بناء مساكن مخصصة و فنادق خاصة, لإيواء السواح الأجانب, مجهزة بوسائل التدفئة في فصل الشتاء, و مكيفات التبريد في فصل الصيف. و توظيف أطباء متخصصين لعلاج المرضى, الذين يتداوون بالحمام المعدني.


توفير المطاعم تقدم الغذاء الصحي, يلبي حاجيات الزائرين لحمام عين ورقة.

كذلك على السلطات الولائية و المحلية, تظافر الجهود لإنعاش الاستثمار بالمنطقة, و العمل على ترميم و حماية المعالم السياحية و الأثرية, لمنطقة حمام عين ورقة.


تعبيد الطرقات و فتحها من عدة اتجاهات, لاستقطاب جميع الوافدين من ربوع الوطن الى حمام عين ورقة. الذي أصبح قطبا سياحيا هاما بالجنوب الغربي الجزائري, و مكانا للعلاج الحموي لسكان المعمورة المجاورة, الذين يعانون من أسقام الحساسية و العظام والمفاصل.


وضع برامج لحماية البيئة من التلوث، كعملية تشجير المناطق الرطبة المصنفة في اتفاقية رامسار الدولية مثل; بحيرة عين ورقة, و وضع قنوات تصريف المياه القذرة,  بعيدا عن ملاجئ الطيور المائية المهاجرة و الماكثة بهذه المناطق, و تشجيع الباحثين و الخبراء في المساهمة في تحقيق سياحة بيئية، تروق للزوار و المستكشفين من جميع أنحاء العالم.

تعليقات

اعلاان




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-